ما هو السبب الذي جعل مسلسل “جوسون: طارد الأرواح الشريرة” يتعرض لهجوم لاذع لدرجة انسحاب المعلنين منه؟ إليكم القصة الكاملة هنا
تعرّض مسلسل جونسون: طارد الأرواح الشريرة (Joseon Exorcist) مؤخرا لانتقادات لاذعة حين لاحظ المشاهدين أن بعض الأطعمة التي قُدمت على إحدى طاولات الطعام في أحد المشاهد كانت من الثقافة الصينية وليست الكورية.
المشهد الذي أحدث ضجة هو في مكان يدعى gisaengjib (منزل ترفيهي يرتاده الرجال ليتم الترفيه عنهم بواسطة إناث متخصصات) والواقع في حدود مقاطعة Uiju. عبّر العديد من الأشخاص أنه بما أن المقاطعة ما تزال داخل جدود جونسون، فإن الأطعمة التي عُرضت على الطاولة كان يجب أن تكون كورية لذلك انتقد المشاهدين المسلسل على “تشويهه التاريخ” بتقديمهم للكعك الصيني mooncakes ووعاء مشروب صيني وبيض pídàn على طاولة كورية.
أصدرت قناة SBS لاحقا اعتذار يوضح أن الـ gisaengjib كان واقع بالقرب من حافة حدود الجوسون وحدود أسرة مينغ (الأسرة الحاكمة في الصين في ذلك الوقت) وأنهم استخدموا بعض الأشياء الصينية لتعكس ذلك.
لكن هذا البيان لم يخفف من حدة الجدل والهجوم الذي تعرض له المسلسل حيث أعلن العديد من المعلنين عن سحبهم لإعلاناتهم من المسلسل وأصدروا بيانات رسمية بهذا الخصوص. هذه هي الشركات التي سحبت إعلاناتها حتى الآن:
- Ho Gwan Won
- Geum Sung Beds
- Ace Beds
- Body Friend
- Hite Jinro
- LG Lifestyle and Health
- KT Telecom
- CJ Jeil Jedang
- Banollim Foods
- Samsung
أما الشركات التي لم تسحب إعلاناتها حتى الآن فهي كالتالي:
- LOTTE Cultureworks
- YG Investment
- Downy
- Dyson
- Simmons
الكوريون ليسوا غاضبين من الطاولة الغير دقيقة فقط، بل عبّر العديد من الأشخاص عن استيائهم من المبالغة الشديدة في تصوير بعض الأحداث التاريخية والشخصيات. على سبيل المثال، شوهد الملك تايجونغ (King Taejong) وهو يذبح الناس بسبب معاناته من الهلوسة. ماركو (المترجم وطارد الأرواح الغربي) استخدم لغة قاسية مع أحد أفراد العائلة الحاكمة الأمير تشونغنيونغ (Prince Chungnyung). وبما أن الملك تايجونغ واحد من أكثر القادة الذين يكنون له الكوريين احتراما كبيرا لأنه ساعد اقتصاد كوريا على الانتعاش، فإن ذلك التصوير لم يعجبهم.
المسلسل قد يواجه أيضا خطر حقيقي، والذي قد يكون المسمار الأخير في نعشه والمتعلق بالقرار القادم الذي يتعين على مؤسسة مونغيونغ للثقافة والسياحة اتخاذه. هذه المؤسسة تمول العديد من أعمال التصوير والأنشطة الواقعة في مونغيونغ داخل مقاطعة غيونغسانغ الشمالية. حاليا، المؤسسة تمول 20% من نفقات إنتاج هذا المسلسل. وهم يراجعون حاليا المسألة قبل أن يتخذوا قرارهم بالانسحاب أم لا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن شركة هانبوك نارايسول (Naraesol Hanbok) التي كانت تمول الملابس التاريخية للمسلسل قد أصدرت بيان رسمي بخصوص المسألة. في بيانها الأول قالت الشركة أن أزيائها لم تستخدم في أي مشاهد إشكالية. ولقد أكدت أيضا على حقيقة أن تصنيف المسلسل “خيال” وناشدت الجمهور على وضع ذلك في الحسبان. ولقد ختمت الشركة بيانها بقولها أن تمويلها للمسلسل قد انتهى بالفعل بالإضافة وأن الشركة لم يعد لها أي علاقة بالأمر. مع ذلك، وبعد الانتقادات اللاذعة الذي تلقاها بيانها، قررت الشركة إعادة صياغة البيان وإعادة رفعه مجددا للعامة.
قد يرى البعض أن القضية تافهة جدا ولا تستحق كل هذا الغضب والاستنفار، لكن من الجدير بالذكر أن هناك حساسية شديدة وخلاف ثقافي بين الصين وكوريا في الوقت الحالي حيث دخلت الدولتين في جدالات ثقافية عميقة بخصوص أصول العديد من الأشياء المعروفة عالميا بأنها تعود للثقافة الكورية مثل الكيمتشي، ورياضة التيكواندو، والهانبوك، والعلم الكوري… إلى آخره. والتي يزعم الصينيون أن أصلها الحقيقي هو الصين. وبسبب ذلك، أصبح العديد من الكوريين حساسين جدا بخصوص ظهرو المحتوى الصيني في إعلامهم بالإضافة أي تصوير غير دقيق للثقافة الكورية.
عبر الكوريون عن غضبهم حين بدأت البرامج الصينية بتصوير مشاهد لصينيين يصنعون الكيمتشي وهم يرتدون الهانبوك. هذه البرامج بدأت تظهر بعد مزاعم الصينيين بفترة قصيرة.
يقول العديد من الأشخاص أن المشكلة تتجاوز مسألة كونها مجرد “مبالغة في تصوير الأحداث التاريخية” حيث وضح بروفيسور في التاريخ الكوري مرة أن العديد من المسلسلات الكورية تُصنع بهدف تصديرها للجمهور في الخارج، وأن أي تصوير غير دقيق قد يجعل المشاهدين الأجانب يأخذون انطباع خاطئ عن الثقافة والدولة.
المصدر: koreaboo